5.
يقول أحمد أمين في كتابه ( حياتي ) :
( و على الجملة فلئن كان أبي هو المعلم الأول فقد كان هذا الأستاذ هو المعلم الثاني ، انتقلت بفضله نقلة جديدة و شعرت أني كنت خامدا فأيقظني ، و أعمى فأبصرني ، و عبدا للتقاليد فحررني ، و ضيق النفس فوسعني . و ظلت صداقتنا سنين ، ينتقل من الأسكندرية إلى القاهرة فتتجدد صداقتنا و تزيد ، و يشاء القدر أن يجمعنا بعد مدرسين معا في مدرسة القضاء فتقوى الصداقة و تتأكد ، و استفيد على مر الأيام من علمه و تجاربه و حسن حديثه ، و تجيء الحركة الوطنية فأتحمس لها تحمس الشباب ، و ينظر إليها نظر الشيوخ و أقومها بشعوري ؛ و يقومها بعقله )
و يقول طه حسين في كتاب الأيام :
( سعى صاحبنا إلى هذا الدرس الجديد . و لم يسمع للشيخ مرة و مرة حتى أحبه و كلف به ، و حضر درس الأدب في أيامه من الأسبوع ، و لزم الشيخ منذ ذلك الوقت . و كان الصبي قوي الذاكرة ، فكان لا يسمع من الشيخ كلمة إلا حفظها ، و لا رأيا إلا وعاه ، و لا تفسيرا إلا قيده في نفسه . و إذا الشيخ يحب الفتى و يكلف به ، و يوجه إليه الحديث في أثناء الدرس ، و يدعوه إليه بعد الدرس فيصحبه إلى باب الأزهر ، ثم يدعوه إلى أن يصحبه في بعض الطريق . و قد دعاه ذات يوم إلى أن يبعد معه في السير ، حتى انتهى الشيخ و تلميذه هذا و تلاميذ آخرون إلى قهوة فجلسوا فيها ، و كان هذا أول عهد الفتى بالقهوات . و قد طال المجلس منذ صليت الظهر حتى دعا المؤذن إلى صلاة العصر ، و عاد الفتى سعيدا مغتبطا قوي الأمل شديد النشاط )
استنتج ما يربط بين الموقفين السابقين :