امتحان المراجعة الخامسة

 

السؤال1 من50

1.

لماذا جاء اسم المكان على وزن «مَفْعِل» في جملة «المورد العذب كثير الزحام»؟

السؤال1 من50

السؤال2 من50

2.

من كتاب «وحي القلم» للرافعي، بتصرُّف:

«كان فلان ابن الأمير فلان يتنبَّل في نفسه بأنه مشتق ممَّن يضع القوانين لا ممَّن يخضع لها، فكان تَيَّاهًا صَلِفًا يَشْمَخُ على قومه بأنه ابن الأمير، ويختال في الناس بأنَّ له جَدًّا من الأمراء …

وكان أبوه من الأمراء الذين وُلدوا وفي دمهم شعاع السيف، وبريق التاج، ونخوة الظَّفَر، وعز القهر والغلبة، ولكن زمن الحصار ضُرب عليه، وأفضت الدولة إلى غيره، فتراجعت فيه مَلَكات الحرب من فتح الأرض إلى شراء الأرض، ومن تشييد الإمارات إلى تشييد العمارات، ومن إدارة معركة الأبطال إلى إدارة معركة المال، وغَبَرَ دهرَهُ يملِك ويجمع حتى أصبحت دفاتر حسابه كأنها «خريطة» مملكة صغيرة.

وانتقل الأمير البخيل إلى رحمة الله، وترك المال وأخذ معه الأرقام وحدها يُحاسَب عنها، فورثه ابنه وأمَرَّ يده في ذلك المال يبعثره، وكانت الأقدار قد كتبت عليه هذه الكلمة: «غير قابل للإحسان»، فمحتها بعد موت أبيه، وكتبت في مكانها هذه الكلمة: «جُمِع للشيطان».

أما الشيطان فكان له عمل خاص في خدمة هذا الشاب، كعمل خازن الثياب لسيده، غير أنه لا يُلبِسه ثيابًا، بل أفكارًا وآراء وأخيلة

قالوا: واعترض ابنَ الأمير ذات يومٍ شحَّاذٌ مريض قد أَسَنَّ وعَجَزَ، يتحامل بعضه على بعض، فسأله أن يُحسِن إليه، وذكَرَ عَوَزه واختلاله، وجعل يَبُثُّه من دموعه وألفاظه، وكان إبليس في تلك الساعة قد صرف خواطر الشاب إلى إحدى الغانيات الممتنعات عليه، وقد ابتاع لها حلية ثمينة اشتطَّ بائعها في الثمن حتى بلغ به عشرة آلاف دينار، فهو يريد أن يهديها إليها كأنها قدرٌ من قادر، وقطع عليه الشحاذ المسكين أفكاره … ثم ألقى الشيطان إلقاءه عليه، فإذا هو يرى صاحب الوجه القذر كأنما يتهكَّم به يقول له: أنت أمير يبحث الناس عن الأمير الذي فيه، فلا يجدون إلا الشيطان الذي فيه

وكان هذا كلامًا بين وجه الشحاذ وبين نفس ابن الأمير في حالة بخصوصها من أحوال النفس، فلا جَرَم أن أُهين الشحاذ وطُرد ومضى يدعو بما يدعو.

ونام ابن الأمير تلك الليلة فكانت خَيَالَتُهُ من دنيا ضميره وضمير الشحاذ، فرأى فيما يرى النائم أن ملَكًا من الملائكة يهتف به: ويلك! لقد طردتَ المسكين تخشى أن تنالك منه جراثيم تمرض بها، وما علمت أن في كل سائل فقير جراثيم أخرى تمرض بها النعمة، فإن أكرمتَه بقيَتْ فيه، وإن أهنتَه نفضها عليك، لقد هلكَتِ اليوم نعمتُك أيها الأمير، واستردَّ العاريةَ صاحبُها، وأكلت الحوادثُ مالك، فأصبحتَ فقيرًا محتاجًا، تروم الكِسرة من الخبز فلا تتهيَّأ لك إلا بجهد وعمل ومشقة؛ فاذهب فاكدح لعيشك في هذه الدنيا، فما لأبيك حقٌّ على الله أن تكون عند الله أميرًا.

قالوا: وينظر ابن الأمير … فإذا هو بعد ذلك صعلوك أبتر مُعدِم رثُّ الهيئة كذلك الشحاذ، فيصيح مغتاظًا: كيف أهملتْني الأقدار وأنا ابن الأمير؟! قالوا: ويهتف به ذلك الملَك: ويحك! إن الأقدار لا تُدلِّل أحدًا، لا ملِكًا ولا ابن ملك، ولا سوقيًّا ولا ابن سوقي، ومتى صِرتم جميعًا إلى التراب فليس في التراب عظم يقول لعظم آخَر: أيها الأمير.

قالوا: وفكَّر الشاب المسكين في صواحبه من النساء، وعندهن شبابه وإسرافه، ونفقاته الواسعة، فقال في نفسه: أذهب لإحداهن، وأخَذَ سَمْتَه إليها، فما كادت تعرفه عيناها في أسماله وبَذَاذته وفقره حتى أمرت به فجُرَّ بيديه ودُفع في قفاه، ولكنَّ دم الإمارة نزا في وجهه غضبًا، وتحركت فيه الوراثة الحربية، فصاح وأجلب، واجتمع الناس عليه واضطربوا، وماج بعضهم في بعض، فبينا هو في شأنه حانت منه التفاتة فأبصر غلامًا قد دخل في غُمار الناس، فدس يده في جيب أحدهم فنشل كيسه ومضى.

قالوا: وجرى في وهم ابن الأمير أن يَلْحَقَ بالغلام فيكبسه كِبسة الشرطي، وينتزع منه الكيس وينتفع بما فيه، فتسلَّل من الزحام وتَبِعَ الصبي حتى أدركه، ثم كبسه وأخذ الكيس منه وأخرج الكنز، فإذا ليس فيه إلا خاتم وحجاب وبعض خرَزَات ممَّا يتبرَّك العامة بحمله، ومِفتاح صغير … ثم إنه رمى الكيس في وجه الغلام وانطلق، فبينا هو يمشي وقد توزَّعته الهموم … وكان قد بلغ سوقًا فأمَّل أن يجد عملًا في بعض الحوانيت، غير أن أصحابها جعلوا يزجرونه مرة ويطردونه مرة؛ إذ وقعت به ظِنَّة التلصُّص، وكادوا يُسلِمونه إلى الشرطي فمضى هاربًا، وقد أجمع أن ينتحر؛ ليقتل نفسه ودهره وإمارته وبُؤسه جميعًا.

قالوا: ومرَّ في طريقه إلى مصرعه بامرأة تبيع الفُجْل والبصل والكُرَّاث … وعلى وجهها مَسْحة إغراء، فذكر غَزَله وفتنته واستغواءه للنساء، ونازعته النفس، وحسِب المرأة تكون له معاشًا ولهوًا، وظنَّها لا تُعجِزه ولا تفوته وهو في هذا الباب خرَّاج ولَّاج منذ نشأ، غير أنه ما كاد يُراوِدها حتى ابتدرته بِلَطْمة أظلم لها الجو في عينَيْهِ … واستعْدَتْ عليه السابلة فأطافوا به، وأخذه الصفعُ بما قدُم وما حدُث، وما زالوا يتعاورونه حتى وقع مغشيًّا عليه.

ورأى في غشيته ما رأى مِن تمام هذا الكرب، فضُرب وحُبس وابتُلي بالجنون وأُرسل إلى المارستان، وساح في مصائب العالم، وطاف على نكبات الأمراء والسوقة بما يعي وما لا يعي، ثم رأى أنه أفاق من الإغماء، فإذا هو قد استيقظ من نومه على فراشه الوثير.

ويا ليت مَن يدري بعد هذا! أغدَا ابن الأمير على المسجد وأقبل على الفقراء يُحسِن إليهم، أم غدا على صاحبته التي امتنعت عليه فابتاع لها الحلية بعشرة آلاف دينار؟».

بِمَ أمر الملَك ابن الأمير بعد طَرْد المسكين كما تفهم من النص السابق؟

السؤال2 من50

السؤال3 من50

3.

أيُّ فعل من الأفعال الآتية مبدوء بهمزة قطع؟

السؤال3 من50

السؤال4 من50

4.

«يكسو الربيع الأرض خضرة».

عند بِناء هذه الجملة للمجهول تصبح

السؤال4 من50

السؤال5 من50

5.

أيُّ الجمل الآتية ورد فيها مصدر لفعل خماسي؟

السؤال5 من50

السؤال6 من50

6.

«عيَّن عُمرُ بن الخطاب عمرَو بن العاص واليًا على مصر».لماذا زِيدَت الواو في «عمرو» في المثال السابق؟

السؤال6 من50

السؤال7 من50

7.

«أجيبوا داعي الخير».

ما إعراب كلمة «داعي» في الجملة؟

السؤال7 من50

السؤال8 من50

8.

ما نوع كلمة «مسلك» في هاتين الجملتين على الترتيب:

«سلك المُخطِئ باعتذاره مسلكًا نبيلًا»

«سلك السائق بسيارته مسلكًا مختصرًا»؟

السؤال8 من50

السؤال9 من50

9.

على أيِّ الأوزان يُصاغ مصدر الفعل «خَضِرَ»؟

السؤال9 من50

السؤال10 من50

10.

: يقول «أحمد أحمد بدوي» في مقال بعنوان «المَثَل الأعلى»:

كيف نختار لأنفسنا مُثُلًا عُليا؟ ومن أين نأخذها؟ وكيف ننجح في الوصول إليها؟ مسائل ثلاث مُهِمَّة؛ فإنَّ نجاح المرء في الوصول إلى المَثَل الأعلى يتوقَّف إلى حدٍّ كبيرٍ على اختيار هذا المَثَلِ، ولا يكون الاختيار حسنًا إلَّا إذا عَرَفَ المرءُ نَفْسَه، ودرس اتجاهاتِهِ وميولَهُ، وعَرَفَ مقدارَ ما لدَيْهِ مِن قوة الإرادة وصلابة العزم، ثم بنى اختيارَهُ على أساسٍ من هذه الدراسةِ الدقيقةِ، والإخفاقُ إنَّما يأتي من غرور المرء بقوته، وظنِّهِ أنَّ له مِنَ المزايا والصفات ما ليس له، أو من خطئِهِ في تعرُّف ميولِهِ واستعدادِهِ، فيضل الطريق ويَتِيه، فإذا كانت استعدادات الإنسان وميوله تتَّجِه مثلًا إلى التجارة والتصرُّف في شئونها، فلْيخترْ مَثَلَهُ الأعلى المجد التجاري، ولْيثِقْ بأنَّ النجاح سيكون حليفَهُ. أمَّا إذا اختار أنْ يكونَ مَثَلُهُ الأعلى كاتبًا يُشار إليه بالبَنان فهُنا يكون الإخفاقُ، ولا يتم الظَّفَرُ بإحدى الغايتَيْنِ.

والطريقةُ الفُضلى لتحقيق المَثَلِ الأعلى أنْ نرسُمَ الخُطط والوسائل التي تصل بنا إليه؛ فإنَّنا إذا حدَّدْنَا المِنهاج وَضَحَ أمامنا الطريقُ، ورَسْمُ الخُطَّة يحتاج إلى تفكيرٍ عميقٍ، وَوَزْنٍ دقيقٍ للأمور، واستفادةٍ من تجارِب الآخَرين، ومِنَ الواجب أنْ تكونَ الخُطَطُ التي تصل إلى المَثَل الأعلى مُتنوِّعةً مُتعدِّدةً، فإذا نال المرء الإخفاق في واحدة لم يكُنْ لليأس سبيلٌ إلى نَفْسِهِ، ولم يَصطدِمْ بهذا الإخفاقِ، بل يكون قد أعدَّ العُدَّةَ مِن قبلُ لِيَنْهَجَ نهجًا آخَرَ يصل إلى الغاية عَيْنِها. أمَّا إذا رسم لنَفْسِهِ خُطَّةً واحدةً، ولم يُفكِّرْ فيما يصنعه إذا أُصِيبَ بالإخفاق فيها، فإنَّ الصدمةَ تكون قاسيةً إذا فَشِلَ قد تقضي عليه وتُحطِّمه، والمرء حِينَ يضعُ الخُطط يُقدِّر دائمًا أنَّ كُلَّ خُطَّةٍ منها عُرْضَةٌ للنجاح والفشل؛ لأنَّ ظروف الحياة لا سلطانَ لأحدٍ عليها حتى يُكَيِّفَها كما يريد؛ فَلْيُقَدِّرِ المرءُ إذنْ حين يخطو كلَّ خُطوةٍ أنَّه قد يفوز وقد يُخفِق؛ لأنَّ هذا التقديرَ يَحُولُ بينه وبين الصدمةِ إذا لم تنجحْ خُطوتُهُ، فيعود من جديد ليُحاوِلَ محاولةً جديدةً، والذي يُصمِّم على النجاح لا بُدَّ أنْ يَظْفَرَ به ولو كانت الخُطُواتُ الأولى في سبيل أملِهِ فاشلةً غَيرَ ظافرةٍ.

                        ومُـغـالِـبُ الـعَـقَـبـاتِ حـتـمًـا غـالبٌ    

    إلَّا إذا اطَّـــرَحَ الـــجـــهــادَ وقَــصَّــرَا

فأوَّل شرط النصر - كما يقولون - إرادة النصر، والتصميمُ على الظَّفَر يُسهِّل على المرء بَدْءَ المحاولة من جديد إذا أخفق، كما أنَّه يَحُولُ بينه وبين اليأسِ الذي هو أعدى أعداءِ المُثُلِ العُليا؛ لأنَّ اليأسَ رِضًا بالخَيْبَة، واعترافٌ بالضَّعْف، ووقوفٌ في مُنتصَف الطريق، ونُكوصٌ عن الجهاد، ومن أين لليائس أنْ يَظْفَرَ بغايته وقد رَضِيَ أنْ يضعَ سلاحه ويستريحَ؟

                     لا تَــيْأَسَــنَّ وإنْ طــالَــتْ مُــطـالَـبَـةٌ   

      إذا استَعَنْتَ بِصَبْرٍ أنْ ترى فَرَجَا

ومن بواعث اليأسِ في النَّفْسِ التفكيرُ في ماضٍ مُخْفِق، والحزنُ على ما أفلت مِن فُرَص؛ فإنَّ ذلك الحزنَ يُضعِف قوة المرء على الجهاد، وإنَّما يُفكِّر المرء في الماضي لا ليحزنَ على ما فات، ولكن ليتَّخِذَ من أغلاطه عِظةً ودرسًا في قابل الأيام.

إنَّ مَن يُهَيِّئُ نَفْسَهُ لنَيْلِ مَثَلٍ أعلى يجب أنْ يعلمَ أنَّ الطريق إليه شاقٌّ طويل مليء بالصِّعاب والعَقَبات، وأنْ لا سبيلَ إلى قَطْعِهِ إلَّا إذا كان لديه ذخيرةٌ كبيرةٌ مِنَ الجَلَدِ والمُثابَرةِ؛ فإنَّ بلوغَ الآمالِ لا يَتَطَلَّبُ مِنَّا ذكاءً نادرًا، ولكنَّه يتطلَّبُ الصبرَ والمُثابَرةَ، كما أنَّ التفاؤلَ يجب أنْ يكونَ رفيقَ المرء في هذا الطريق؛ لأنَّ التفاؤل يبعث في النَّفْسِ سرورًا، والسرور يُضاعِف قوة المرء على الاحتمال، وعلى تخطِّي الصِّعاب والعَقَبات.

هذا، وعلى مَن يريد المُثُلَ العُليا أنْ يُحاسِبَ نفْسَه في الحِينِ بَعْدَ الحِينِ؛ ليرى مقدار ما قَطَعَ مِنَ الطريق، ومدى نجاحه في خُطَّته؛ ليُعدِّلَ منهجه إذا احتاج إلى التعديل، ويستفيدَ من أخطائه إذا هفا وزَلَّ، ومِن ذلك يتبيَّنُ أنَّ المَثَلَ الأعلى ليس أُمْنِيَّةً تُتَمَنَّى، ولا أملًا يُرجَى، ثم يقف المرء عِندَ التَّمنِّي والرجاء.

          فَــمَــا طــلـبُ الـمَـعـيـشـةِ بـالـتَّـمـنِّـي    

    ولــــكــــنْ أَلْـــقِ دَلْـــوَكَ فـــي الـــدِّلاءِ

فهو هدفٌ يُجاهِدُ المرءُ في سبيله، ويُكرِّس له حياته، واضعًا نُصْبَ عَيْنَيْهِ قَوْلَ أبي تَمَّام:

          بَصُرْتُ بالرَّاحَةِ الكبرى فلَمْ أَرَهَا          

                    تُـنـالُ إلَّا عـلـى جِـسـرٍ مِـنَ الـتَّـعَبِ

«من التوفيق رفضُ التَّواني، ومن الخِذلان مُسامَرة الأماني». هاتِ من النَّص ما يُدلِّل على المعنى السابق.

السؤال10 من50

السؤال11 من50

11.

«هذه عصًا طويلة»

بعد تثنية الاسم المقصور في هذه الجملة تُصبِح الجملة .

السؤال11 من50

السؤال12 من50

12.

" قالت الأعراب آمنا "

حكم تأنيث الفعل مع الفاعل في الجملة السابقة :............

السؤال12 من50

السؤال13 من50

13.

" قال نسوة في المدينة "  حكم تأنيث الفعل مع الفاعل في الجملة السابقة جائز ؛ لأن الفاعل :

السؤال13 من50

السؤال14 من50

14.

صُغ أسماء الفاعلين من الأفعال

«أَكْمَلَ، يُقاتِل، قَدِّرْ».

السؤال14 من50

السؤال15 من50

15.

«الفرقتان المتصفتان بالروح الرياضية أفضلا فرقتين في البطولة».

الجملة التي لا تُعَدُّ تصويبًا للخطأ الوارد في الجملة هي:

السؤال15 من50

السؤال16 من50

16.

«يا ابنائي، ازيلوا ألام الابرياء»

عيِّن الجملة التي فيها تصويب الأخطاء في الجملة السابقة

السؤال16 من50

السؤال17 من50

17.

«المجرم أَثِيم قلبه».

بَيِّن عمل صيغة المبالغة «أَثِيم».

السؤال17 من50

السؤال18 من50

18.

يعمل اسم المفعول النكرة إذا دل على الحال أو الاستقبال، وسُبِقَ باسم هو حال منه. ما الجملة التي تُمثِّل ذلك؟

السؤال18 من50

السؤال19 من50

19.

( بقرة – دجاجة – امرأة-  رِجل )

كل ما سبق مؤنث حقيقي ما عدا :

السؤال19 من50

السؤال20 من50

20.

قال الكاتب : " وضع لي أبي برنامجاً أن أحضر درساً في الفقه الحنفي صباحاً — وإنما اختار فقه الحنفية لأنه هو الفقه الذي يُعد للقضاء، إذ يشترط في القاضي الشرعي أن يكون على مذهب الإمام أبي حنيفة — وأن أجود القرآن على شيخ ضحى، وأن أحضر درساً في النحو ظهراً، وأن أحضر درساً في العلوم التي كانت تسمى العلوم العصرية — وهي الجغرافيا والحساب — عصراً، وبهذا ينتهي اليوم. "

 وقال طه حسين : " «أمَّا في هذه المرَّة فستذهب إلى القاهرة مع أخيك، وستصبح مُجاورًا، وستجتهد في طلب العلم. وأنا أرجو أن أعيش حتى أرى أخاك قاضيًا وأراك من علماء الأزهر، قد جلست إلى أحد أعمدته ومن حولك حلْقة واسعة بعيدة المدى.»

 

وازن بين الفقرتين من حيث المضمون  والأسلوب.

السؤال20 من50

السؤال21 من50

21.

أيُّ الجمل الآتية تخلو من اسم ممدود؟

السؤال21 من50

السؤال22 من50

22.

أيُّ الجمل الآتية تشتمل على مصدر ميمي من فعل غير ثلاثي.

السؤال22 من50

السؤال23 من50

23.

«وضع الفلَّاحُ البذور في الأرض ثم سقاها؛ فنمَت وأنبتَت ثمارًا طيِّبة».

عيِّن الفعل اللازم في الجملة.

السؤال23 من50

السؤال24 من50

24.

عيِّن الجملة التي ورد فيها اسم زمان من فعل ثلاثي.

السؤال24 من50

السؤال25 من50

25.

صرخت الأم مذعورة لإصابة ابنها .

حكم تأنيث الفعل مع الفاعل في الجملة السابقة :.......

السؤال25 من50

السؤال26 من50

26.

ما نوع اللام في الكلمات: «الوقت، الرحمة، القلب، النجاة» على الترتيب؟

السؤال26 من50

السؤال27 من50

27.

أيُّ الجمل الآتية ورد فيها مصدر لفعل خماسي؟

السؤال27 من50

السؤال28 من50

28.

ميِّز الجملة التي تحوي مصدر الفعل الخماسي «انتصف».

السؤال28 من50

السؤال29 من50

29.

من كتاب «شاهد عصره» ليوسف إدريس، بتصرُّف

وأنا أتلقَّى الدرس الكبير من الطبيعة كنت لا أكاد أُصدِّقه، أحيانًا يُخيَّل إليَّ أن بِساطًا سحريًّا نَقَلَني في الأحلام إلى قلب الغابة، وأحيانًا يُخيَّل لي - رغم واقعية كل شيء ومعقوليته تمامًا - أن الروعة أكبر من أن تكون حقيقة؛ فهو لم يكن جميلًا فحسبُ، كان مُروِّعًا مُوقِظًا مُستفِزًّا.

قالوا: غدًا أول الشهر، سيبدأ السقوط، وبدأ الخريف في نفس اليوم بالضبط، منذ أوائل ساعات الصباح الأولى بدأت أوراق الأشجار الكثيفة الخضراء تَشْحَبُ، وفي اليوم التالي بدأت تَصفَرُّ وتَصفَرُّ، ثم بدأت تتساقط، والأرض التي كانت جرداء عارية إلا من أعشابها التقليدية بدأت تستقبل الورق الساقط، وتهُبُّ الريح فتدفعها موَشْوِشة وتتطاير بها أدراج الرياح.

وفي أسبوع واحد كانت كل الأوراق قد تساقطت تمامًا من فوق الأشجار، وأصبحت كل شجرة ليست سوى الساق الرفيعة الطويلة ذات الأفرع الصغيرة، واقفةً جرداء.

عجِبْتُ للسرعة التي تمَّت بها العملية، والدقة والشمولية، من أين أخذت الأشجار الأمر؟! وكيف نفَّذته كلٌّ منها في نفس الوقت واللحظة؟! ومَن قال لماء الحياة أن يجفَّ في الورقة إلى أن تسقط وحدها ميتة؟! لم يكن الجوُّ تغيَّر كثيرًا، فكيف ومِن أين نبَعَتْ هذه الدقة الغريبة لخاصية التغيُّر؟!

أسئلة سرعان ما أجابت عليها الطبيعة ذاتها … كانت الأشجار إذن تستعد لمَقْدَمِ الخريف ثم الشتاء، وكانت تعرف أن المعركة التي عليها أن تخوضها معركة رهيبة ضد البرد والثلج الذي بدأ يتساقط. كانت تعرف أنها معركة حياة أو موت، كان عليها أن تتخلَّص من حِملها الضخم من الأوراق، الذي يُعرِّضها لأكبر جرعة من البرد. وهكذا لم تتعرَّ حسبما تصوَّرت، إنما انكمشت رُوحُ الحياة فيها إلى أقصى قدر، وبحيث تستحيل الجذوع والفروع إلى ما يشبه الأسلاك الخشبية الميتة وما هي بميتة، إنما هي آخِذةٌ وضع الاستعداد؛ فالحرب الرهيبة ضد الشتاء مُقبِلة، فإما دفاع عن كُنْهِ الحياة فيها إلى آخِر رَمَقٍ، وإما الفناء والموت.

وقفتُ وسط الغابة الصامتة صمتَ الجِدِّ، صمتَ المعركة الخفية الدائرة، والثلج يغمر الأرض بعدما كانت تغمرها الأوراق، وآلاف الجنود الشجرية سامقة، مهيبة، تدافع عن نفسها ضد جوٍّ أصبح تحت الصفر، قد تخلَّصت من كل معوقات المعركة، وكست نفسها بزي الحرب الكابي وأخذت تقاتل، وبعنفٍ مستميت بُطوليٍّ تُقاوِم، أبدًا لن ينتصر الشتاء، ورغم الثلج وبرودة الثلاثين تحت الصفر ستبقى، فما وُجِدَت إلا لتبقى، وليكن بقاؤها بمعركة، ولا معركة إلا بقتال، وأن تبقى مقاتلًا أو تقاتل لتبقى هو القانون.

وقفتُ وسط الغابة مسحورًا ببطولة الشجر، ببطولة الحياة البكماء الصماء العمياء وهي تدافع عن وجودها، وآلاف الأحاسيس تتنازعني؛ أوَّلُها وأضخمها إحساسي العارم أنَّ أحطَّ أنواع الحياة بكل صَمَمِها وبَكَمِها وعماها هكذا بالسليقة، وبحكم كونها حياة ما وُجِدَت إلا لتُقاوِم.

كان خليقًا بي أن أُحِسَّ بالوحشة والضياع، ولكني لم أفعل، بالعكس أحسستُ بدفء الإحساس بالحياة … أحسستُ بالغابة المُتجرِّدة جميلةً جمالًا لا حدَّ له، صفوفٌ من الشجر وراء صفوف تَسخر بالشتاء من الشتاء، ومُتأكِّدة أنها المنتصرة حتمًا، وأنه هو الذي لن يلبث أن يزول، وستحضر حتمًا مَقْدَم الربيع، وحينئذٍ تبدأ تُطلِق أوراقها الجديدة، وتُشِيع ألوانها الزاهية، وتُغنِّي الغابة وتتراقص مع النسمات.


ويقول «إبراهيم أصلان»

في قصة «الكنيسة نورت»: «كانت عائلة العم منصور المسيحي تُجاوِرنا، سَواء في البيت أو في قعدة الشاطئ، وكانوا يُساهِمون في القروش القليلة التي يجمعها الأولاد مِنْ أَجْلِ تزيين الحارة، ولا يُفطِرون إلا مع الأذان، وكنا نتبادل ألواح الصاج التي نرص عليها الكعك والبسكويت والغريبة، ونتبادل حَملها إلى الفرن القريب، ونظل حتى الصباح؛ حيث يعود كلٌّ منا بألواحه، ونتبادل الزيارة يوم العيد».

وازِنْ بين الفقرتين السابقتين من حيث استخدام الخيال

السؤال29 من50

السؤال30 من50

30.

بئست الصفة الخيانة . حكم تأنيث الفعل مع الفاعل في الجملة السابقة جائز ؛ لأن الفاعل :

السؤال30 من50

السؤال31 من50

31.

ما نوع كلمة «مستفاد» في هذه الجمل على الترتيب: «تبادل الخبرات مستفاد منه كثيرًا، المكتبة مستفاد القراء، استفدت من القراءة مستفادًا عظيمًا»؟

السؤال31 من50

السؤال32 من50

32.

من كتاب «وحي القلم» للرافعي، بتصرُّف:

«كان فلان ابن الأمير فلان يتنبَّل في نفسه بأنه مشتق ممَّن يضع القوانين لا ممَّن يخضع لها، فكان تَيَّاهًا صَلِفًا يَشْمَخُ على قومه بأنه ابن الأمير، ويختال في الناس بأنَّ له جَدًّا من الأمراء …

وكان أبوه من الأمراء الذين وُلدوا وفي دمهم شعاع السيف، وبريق التاج، ونخوة الظَّفَر، وعز القهر والغلبة، ولكن زمن الحصار ضُرب عليه، وأفضت الدولة إلى غيره، فتراجعت فيه مَلَكات الحرب من فتح الأرض إلى شراء الأرض، ومن تشييد الإمارات إلى تشييد العمارات، ومن إدارة معركة الأبطال إلى إدارة معركة المال، وغَبَرَ دهرَهُ يملِك ويجمع حتى أصبحت دفاتر حسابه كأنها «خريطة» مملكة صغيرة.

وانتقل الأمير البخيل إلى رحمة الله، وترك المال وأخذ معه الأرقام وحدها يُحاسَب عنها، فورثه ابنه وأمَرَّ يده في ذلك المال يبعثره، وكانت الأقدار قد كتبت عليه هذه الكلمة: «غير قابل للإحسان»، فمحتها بعد موت أبيه، وكتبت في مكانها هذه الكلمة: «جُمِع للشيطان».

أما الشيطان فكان له عمل خاص في خدمة هذا الشاب، كعمل خازن الثياب لسيده، غير أنه لا يُلبِسه ثيابًا، بل أفكارًا وآراء وأخيلة

قالوا: واعترض ابنَ الأمير ذات يومٍ شحَّاذٌ مريض قد أَسَنَّ وعَجَزَ، يتحامل بعضه على بعض، فسأله أن يُحسِن إليه، وذكَرَ عَوَزه واختلاله، وجعل يَبُثُّه من دموعه وألفاظه، وكان إبليس في تلك الساعة قد صرف خواطر الشاب إلى إحدى الغانيات الممتنعات عليه، وقد ابتاع لها حلية ثمينة اشتطَّ بائعها في الثمن حتى بلغ به عشرة آلاف دينار، فهو يريد أن يهديها إليها كأنها قدرٌ من قادر، وقطع عليه الشحاذ المسكين أفكاره … ثم ألقى الشيطان إلقاءه عليه، فإذا هو يرى صاحب الوجه القذر كأنما يتهكَّم به يقول له: أنت أمير يبحث الناس عن الأمير الذي فيه، فلا يجدون إلا الشيطان الذي فيه

وكان هذا كلامًا بين وجه الشحاذ وبين نفس ابن الأمير في حالة بخصوصها من أحوال النفس، فلا جَرَم أن أُهين الشحاذ وطُرد ومضى يدعو بما يدعو.

ونام ابن الأمير تلك الليلة فكانت خَيَالَتُهُ من دنيا ضميره وضمير الشحاذ، فرأى فيما يرى النائم أن ملَكًا من الملائكة يهتف به: ويلك! لقد طردتَ المسكين تخشى أن تنالك منه جراثيم تمرض بها، وما علمت أن في كل سائل فقير جراثيم أخرى تمرض بها النعمة، فإن أكرمتَه بقيَتْ فيه، وإن أهنتَه نفضها عليك، لقد هلكَتِ اليوم نعمتُك أيها الأمير، واستردَّ العاريةَ صاحبُها، وأكلت الحوادثُ مالك، فأصبحتَ فقيرًا محتاجًا، تروم الكِسرة من الخبز فلا تتهيَّأ لك إلا بجهد وعمل ومشقة؛ فاذهب فاكدح لعيشك في هذه الدنيا، فما لأبيك حقٌّ على الله أن تكون عند الله أميرًا.

قالوا: وينظر ابن الأمير … فإذا هو بعد ذلك صعلوك أبتر مُعدِم رثُّ الهيئة كذلك الشحاذ، فيصيح مغتاظًا: كيف أهملتْني الأقدار وأنا ابن الأمير؟! قالوا: ويهتف به ذلك الملَك: ويحك! إن الأقدار لا تُدلِّل أحدًا، لا ملِكًا ولا ابن ملك، ولا سوقيًّا ولا ابن سوقي، ومتى صِرتم جميعًا إلى التراب فليس في التراب عظم يقول لعظم آخَر: أيها الأمير.

قالوا: وفكَّر الشاب المسكين في صواحبه من النساء، وعندهن شبابه وإسرافه، ونفقاته الواسعة، فقال في نفسه: أذهب لإحداهن، وأخَذَ سَمْتَه إليها، فما كادت تعرفه عيناها في أسماله وبَذَاذته وفقره حتى أمرت به فجُرَّ بيديه ودُفع في قفاه، ولكنَّ دم الإمارة نزا في وجهه غضبًا، وتحركت فيه الوراثة الحربية، فصاح وأجلب، واجتمع الناس عليه واضطربوا، وماج بعضهم في بعض، فبينا هو في شأنه حانت منه التفاتة فأبصر غلامًا قد دخل في غُمار الناس، فدس يده في جيب أحدهم فنشل كيسه ومضى.

قالوا: وجرى في وهم ابن الأمير أن يَلْحَقَ بالغلام فيكبسه كِبسة الشرطي، وينتزع منه الكيس وينتفع بما فيه، فتسلَّل من الزحام وتَبِعَ الصبي حتى أدركه، ثم كبسه وأخذ الكيس منه وأخرج الكنز، فإذا ليس فيه إلا خاتم وحجاب وبعض خرَزَات ممَّا يتبرَّك العامة بحمله، ومِفتاح صغير … ثم إنه رمى الكيس في وجه الغلام وانطلق، فبينا هو يمشي وقد توزَّعته الهموم … وكان قد بلغ سوقًا فأمَّل أن يجد عملًا في بعض الحوانيت، غير أن أصحابها جعلوا يزجرونه مرة ويطردونه مرة؛ إذ وقعت به ظِنَّة التلصُّص، وكادوا يُسلِمونه إلى الشرطي فمضى هاربًا، وقد أجمع أن ينتحر؛ ليقتل نفسه ودهره وإمارته وبُؤسه جميعًا.

قالوا: ومرَّ في طريقه إلى مصرعه بامرأة تبيع الفُجْل والبصل والكُرَّاث … وعلى وجهها مَسْحة إغراء، فذكر غَزَله وفتنته واستغواءه للنساء، ونازعته النفس، وحسِب المرأة تكون له معاشًا ولهوًا، وظنَّها لا تُعجِزه ولا تفوته وهو في هذا الباب خرَّاج ولَّاج منذ نشأ، غير أنه ما كاد يُراوِدها حتى ابتدرته بِلَطْمة أظلم لها الجو في عينَيْهِ … واستعْدَتْ عليه السابلة فأطافوا به، وأخذه الصفعُ بما قدُم وما حدُث، وما زالوا يتعاورونه حتى وقع مغشيًّا عليه.

ورأى في غشيته ما رأى مِن تمام هذا الكرب، فضُرب وحُبس وابتُلي بالجنون وأُرسل إلى المارستان، وساح في مصائب العالم، وطاف على نكبات الأمراء والسوقة بما يعي وما لا يعي، ثم رأى أنه أفاق من الإغماء، فإذا هو قد استيقظ من نومه على فراشه الوثير.

ويا ليت مَن يدري بعد هذا! أغدَا ابن الأمير على المسجد وأقبل على الفقراء يُحسِن إليهم، أم غدا على صاحبته التي امتنعت عليه فابتاع لها الحلية بعشرة آلاف دينار؟».

بيِّن نوع الخيال وقيمته الفنية في قول الكاتب: «ليقتل نفسه ودهره وإمارته وبُؤسه جميعًا» في الفقرة العاشرة.

السؤال32 من50

السؤال33 من50

33.

«ما مُضيَّعة حقوق وراءها مُطالِب».

ما إعراب كلمة «حقوق» في الجملة السابقة؟

السؤال33 من50

السؤال34 من50

34.

ما الجملة التي صِيغَ فيها اسم التفضيل من الفعل «علا»؟

السؤال34 من50

السؤال35 من50

35.

إحدى هذه الجمل صواب إملائيا:

السؤال35 من50

السؤال36 من50

36.

يا فاعلًا الخير أبشر. اسم الفاعل «فاعلًا» عَمِل عَمَل فعله لأنه دل على الحال والاستقبال و......:

السؤال36 من50

السؤال37 من50

37.

أيُّ الأفعال الآتية يُصاغ منه اسما الزمان والمكان على وزن «مَفْعِل»؟

السؤال37 من50

السؤال38 من50

38.

ميِّز الجملة التي ورد فيها اسم مكان من فعل رباعي.

السؤال38 من50

السؤال39 من50

39.

أيُّ الجمل الآتية تخلو من مصدر لفعل رباعي؟

السؤال39 من50

السؤال40 من50

40.

يقول «أحمد حسن الزيات» في مقال «بعض الكلام في مي» بتصرُّف:

وُلِدَتْ ميُّ ثم ماتتْ كما يُولَد النهرُ مِن قَطْر السماء، فتُربِّيهِ الطبيعةُ الهادئةُ الفسيحةُ، ثم تبعثه برسالة الحياة إلى حَوضِهِ، فيشُقُّ بالجهد والصبر طريقَهُ المُوحِشَ في صخور الجبل وقِفار الأرض وأصول الغاب، ثم يُلقِي على شاطئ الوادي ما حمل من فضل الله، فيحيا المَوات، وتتجمَّع الخيرات، وتنشأ الحضارات، وتتألَّف الملاحم، ويتكلَّم التاريخ، ثم يأخذ النهر مَجراه بين الحقول الناضرة والمدن العامرة شاديًا بالمال والجمال والحُبِّ، حتى يذهَبَ في عُباب البحرِ كما تذهَبُ الرُّوحُ الطَّيِّبةُ في قضاء اللَّانهاية. لن تَجِدَ لِمَيَّ في حياتها ومَوْتها أقربَ من هذا التشبيه، فقَدْ كانت من خلال ما غشَّى الشرقَ من الهمود والظلام قَبَسًا من الحياة، مَن يمسَسْهُ وَهِيجُهُ انتعش ما هَمَدَ منه، واستنار ما أظلم فيه.

كانت ميُّ في حياة القاهرة ظاهرةً من الظواهر العجيبة! والعجبُ فيها أنَّها كانت كممدوح المتنبي واحدةً من ناس دنياها وليستْ منهم، كانت جِنسًا من الخَلْقِ الجميل تميَّز بخصائص الجنسين، فكان فيه أفضل ما في الرجل وخير ما في المرأة، فمَن كان يسمعها خَطِيبةً في مَحْفِل، أو يشهدها مُحَدِّثَةً في منزل، كان يحسَبُها - وقد استدارتْ على رأسها الأنيق هالةٌ من السحر والفتنة - إحدى إلهات الفنون التسعة، قد سرَقتْ مِن أخواتها أسرارَ فنونهن، ثم هبَطتْ إلى ضِفاف النيل تُجدِّد في الناس آيَ المسيحِ، تُمِيتُ القُنوطَ وتُحيِي الأمل.

ومَن يستطيع أنْ يحسَبَ ميَّ غَيرَ هذا وهي فتاة قد نشأتْ في عهدٍ كانت المرأة فيه شيئًا من المتاع، ترى ولا تعلم، وتسمع ولا تفهم، ثم تَحْذِقُ هي الكتابةَ والشِّعرَ والفلسفةَ والتصويرَ والموسيقى، وتُتقِنُ العربية والفَرَنْسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية، وهي لم تُولَدْ في قصر، ولم تتخرَّجْ في جامعة؟!

ما الغرض الذي خرج إليه الاستفهام في الفِقْرة الأخيرة؟

السؤال40 من50

السؤال41 من50

41.

من كتاب «وحي القلم» للرافعي، بتصرُّف:

«كان فلان ابن الأمير فلان يتنبَّل في نفسه بأنه مشتق ممَّن يضع القوانين لا ممَّن يخضع لها، فكان تَيَّاهًا صَلِفًا يَشْمَخُ على قومه بأنه ابن الأمير، ويختال في الناس بأنَّ له جَدًّا من الأمراء …

وكان أبوه من الأمراء الذين وُلدوا وفي دمهم شعاع السيف، وبريق التاج، ونخوة الظَّفَر، وعز القهر والغلبة، ولكن زمن الحصار ضُرب عليه، وأفضت الدولة إلى غيره، فتراجعت فيه مَلَكات الحرب من فتح الأرض إلى شراء الأرض، ومن تشييد الإمارات إلى تشييد العمارات، ومن إدارة معركة الأبطال إلى إدارة معركة المال، وغَبَرَ دهرَهُ يملِك ويجمع حتى أصبحت دفاتر حسابه كأنها «خريطة» مملكة صغيرة.

وانتقل الأمير البخيل إلى رحمة الله، وترك المال وأخذ معه الأرقام وحدها يُحاسَب عنها، فورثه ابنه وأمَرَّ يده في ذلك المال يبعثره، وكانت الأقدار قد كتبت عليه هذه الكلمة: «غير قابل للإحسان»، فمحتها بعد موت أبيه، وكتبت في مكانها هذه الكلمة: «جُمِع للشيطان».

أما الشيطان فكان له عمل خاص في خدمة هذا الشاب، كعمل خازن الثياب لسيده، غير أنه لا يُلبِسه ثيابًا، بل أفكارًا وآراء وأخيلة

قالوا: واعترض ابنَ الأمير ذات يومٍ شحَّاذٌ مريض قد أَسَنَّ وعَجَزَ، يتحامل بعضه على بعض، فسأله أن يُحسِن إليه، وذكَرَ عَوَزه واختلاله، وجعل يَبُثُّه من دموعه وألفاظه، وكان إبليس في تلك الساعة قد صرف خواطر الشاب إلى إحدى الغانيات الممتنعات عليه، وقد ابتاع لها حلية ثمينة اشتطَّ بائعها في الثمن حتى بلغ به عشرة آلاف دينار، فهو يريد أن يهديها إليها كأنها قدرٌ من قادر، وقطع عليه الشحاذ المسكين أفكاره … ثم ألقى الشيطان إلقاءه عليه، فإذا هو يرى صاحب الوجه القذر كأنما يتهكَّم به يقول له: أنت أمير يبحث الناس عن الأمير الذي فيه، فلا يجدون إلا الشيطان الذي فيه

وكان هذا كلامًا بين وجه الشحاذ وبين نفس ابن الأمير في حالة بخصوصها من أحوال النفس، فلا جَرَم أن أُهين الشحاذ وطُرد ومضى يدعو بما يدعو.

ونام ابن الأمير تلك الليلة فكانت خَيَالَتُهُ من دنيا ضميره وضمير الشحاذ، فرأى فيما يرى النائم أن ملَكًا من الملائكة يهتف به: ويلك! لقد طردتَ المسكين تخشى أن تنالك منه جراثيم تمرض بها، وما علمت أن في كل سائل فقير جراثيم أخرى تمرض بها النعمة، فإن أكرمتَه بقيَتْ فيه، وإن أهنتَه نفضها عليك، لقد هلكَتِ اليوم نعمتُك أيها الأمير، واستردَّ العاريةَ صاحبُها، وأكلت الحوادثُ مالك، فأصبحتَ فقيرًا محتاجًا، تروم الكِسرة من الخبز فلا تتهيَّأ لك إلا بجهد وعمل ومشقة؛ فاذهب فاكدح لعيشك في هذه الدنيا، فما لأبيك حقٌّ على الله أن تكون عند الله أميرًا.

قالوا: وينظر ابن الأمير … فإذا هو بعد ذلك صعلوك أبتر مُعدِم رثُّ الهيئة كذلك الشحاذ، فيصيح مغتاظًا: كيف أهملتْني الأقدار وأنا ابن الأمير؟! قالوا: ويهتف به ذلك الملَك: ويحك! إن الأقدار لا تُدلِّل أحدًا، لا ملِكًا ولا ابن ملك، ولا سوقيًّا ولا ابن سوقي، ومتى صِرتم جميعًا إلى التراب فليس في التراب عظم يقول لعظم آخَر: أيها الأمير.

قالوا: وفكَّر الشاب المسكين في صواحبه من النساء، وعندهن شبابه وإسرافه، ونفقاته الواسعة، فقال في نفسه: أذهب لإحداهن، وأخَذَ سَمْتَه إليها، فما كادت تعرفه عيناها في أسماله وبَذَاذته وفقره حتى أمرت به فجُرَّ بيديه ودُفع في قفاه، ولكنَّ دم الإمارة نزا في وجهه غضبًا، وتحركت فيه الوراثة الحربية، فصاح وأجلب، واجتمع الناس عليه واضطربوا، وماج بعضهم في بعض، فبينا هو في شأنه حانت منه التفاتة فأبصر غلامًا قد دخل في غُمار الناس، فدس يده في جيب أحدهم فنشل كيسه ومضى.

قالوا: وجرى في وهم ابن الأمير أن يَلْحَقَ بالغلام فيكبسه كِبسة الشرطي، وينتزع منه الكيس وينتفع بما فيه، فتسلَّل من الزحام وتَبِعَ الصبي حتى أدركه، ثم كبسه وأخذ الكيس منه وأخرج الكنز، فإذا ليس فيه إلا خاتم وحجاب وبعض خرَزَات ممَّا يتبرَّك العامة بحمله، ومِفتاح صغير … ثم إنه رمى الكيس في وجه الغلام وانطلق، فبينا هو يمشي وقد توزَّعته الهموم … وكان قد بلغ سوقًا فأمَّل أن يجد عملًا في بعض الحوانيت، غير أن أصحابها جعلوا يزجرونه مرة ويطردونه مرة؛ إذ وقعت به ظِنَّة التلصُّص، وكادوا يُسلِمونه إلى الشرطي فمضى هاربًا، وقد أجمع أن ينتحر؛ ليقتل نفسه ودهره وإمارته وبُؤسه جميعًا.

قالوا: ومرَّ في طريقه إلى مصرعه بامرأة تبيع الفُجْل والبصل والكُرَّاث … وعلى وجهها مَسْحة إغراء، فذكر غَزَله وفتنته واستغواءه للنساء، ونازعته النفس، وحسِب المرأة تكون له معاشًا ولهوًا، وظنَّها لا تُعجِزه ولا تفوته وهو في هذا الباب خرَّاج ولَّاج منذ نشأ، غير أنه ما كاد يُراوِدها حتى ابتدرته بِلَطْمة أظلم لها الجو في عينَيْهِ … واستعْدَتْ عليه السابلة فأطافوا به، وأخذه الصفعُ بما قدُم وما حدُث، وما زالوا يتعاورونه حتى وقع مغشيًّا عليه.

ورأى في غشيته ما رأى مِن تمام هذا الكرب، فضُرب وحُبس وابتُلي بالجنون وأُرسل إلى المارستان، وساح في مصائب العالم، وطاف على نكبات الأمراء والسوقة بما يعي وما لا يعي، ثم رأى أنه أفاق من الإغماء، فإذا هو قد استيقظ من نومه على فراشه الوثير.

ويا ليت مَن يدري بعد هذا! أغدَا ابن الأمير على المسجد وأقبل على الفقراء يُحسِن إليهم، أم غدا على صاحبته التي امتنعت عليه فابتاع لها الحلية بعشرة آلاف دينار؟».

«طبائع الناس ليست ثابتة على حال، وإنما تتغيَّر بتغيُّر الظروف والأحوال». دلِّل من النَّص على معنى العبارة السابقة.

السؤال41 من50

السؤال42 من50

42.

يقول «أحمد حسن الزيات» في مقال «بعض الكلام في مي» بتصرُّف:

وُلِدَتْ ميُّ ثم ماتتْ كما يُولَد النهرُ مِن قَطْر السماء، فتُربِّيهِ الطبيعةُ الهادئةُ الفسيحةُ، ثم تبعثه برسالة الحياة إلى حَوضِهِ، فيشُقُّ بالجهد والصبر طريقَهُ المُوحِشَ في صخور الجبل وقِفار الأرض وأصول الغاب، ثم يُلقِي على شاطئ الوادي ما حمل من فضل الله، فيحيا المَوات، وتتجمَّع الخيرات، وتنشأ الحضارات، وتتألَّف الملاحم، ويتكلَّم التاريخ، ثم يأخذ النهر مَجراه بين الحقول الناضرة والمدن العامرة شاديًا بالمال والجمال والحُبِّ، حتى يذهَبَ في عُباب البحرِ كما تذهَبُ الرُّوحُ الطَّيِّبةُ في قضاء اللَّانهاية. لن تَجِدَ لِمَيَّ في حياتها ومَوْتها أقربَ من هذا التشبيه، فقَدْ كانت من خلال ما غشَّى الشرقَ من الهمود والظلام قَبَسًا من الحياة، مَن يمسَسْهُ وَهِيجُهُ انتعش ما هَمَدَ منه، واستنار ما أظلم فيه.

كانت ميُّ في حياة القاهرة ظاهرةً من الظواهر العجيبة! والعجبُ فيها أنَّها كانت كممدوح المتنبي واحدةً من ناس دنياها وليستْ منهم، كانت جِنسًا من الخَلْقِ الجميل تميَّز بخصائص الجنسين، فكان فيه أفضل ما في الرجل وخير ما في المرأة، فمَن كان يسمعها خَطِيبةً في مَحْفِل، أو يشهدها مُحَدِّثَةً في منزل، كان يحسَبُها - وقد استدارتْ على رأسها الأنيق هالةٌ من السحر والفتنة - إحدى إلهات الفنون التسعة، قد سرَقتْ مِن أخواتها أسرارَ فنونهن، ثم هبَطتْ إلى ضِفاف النيل تُجدِّد في الناس آيَ المسيحِ، تُمِيتُ القُنوطَ وتُحيِي الأمل.

ومَن يستطيع أنْ يحسَبَ ميَّ غَيرَ هذا وهي فتاة قد نشأتْ في عهدٍ كانت المرأة فيه شيئًا من المتاع، ترى ولا تعلم، وتسمع ولا تفهم، ثم تَحْذِقُ هي الكتابةَ والشِّعرَ والفلسفةَ والتصويرَ والموسيقى، وتُتقِنُ العربية والفَرَنْسية والإنجليزية والإيطالية والألمانية والإسبانية، وهي لم تُولَدْ في قصر، ولم تتخرَّجْ في جامعة؟!

ما المراد من قول الكاتب: «وهي لم تُولَدْ في قصر، ولم تتخرَّجْ في جامعة» في الفِقْرة الأخيرة؟

السؤال42 من50

السؤال43 من50

43.

من كتاب «شاهد عصره» ليوسف إدريس، بتصرُّف

وأنا أتلقَّى الدرس الكبير من الطبيعة كنت لا أكاد أُصدِّقه، أحيانًا يُخيَّل إليَّ أن بِساطًا سحريًّا نَقَلَني في الأحلام إلى قلب الغابة، وأحيانًا يُخيَّل لي - رغم واقعية كل شيء ومعقوليته تمامًا - أن الروعة أكبر من أن تكون حقيقة؛ فهو لم يكن جميلًا فحسبُ، كان مُروِّعًا مُوقِظًا مُستفِزًّا.

قالوا: غدًا أول الشهر، سيبدأ السقوط، وبدأ الخريف في نفس اليوم بالضبط، منذ أوائل ساعات الصباح الأولى بدأت أوراق الأشجار الكثيفة الخضراء تَشْحَبُ، وفي اليوم التالي بدأت تَصفَرُّ وتَصفَرُّ، ثم بدأت تتساقط، والأرض التي كانت جرداء عارية إلا من أعشابها التقليدية بدأت تستقبل الورق الساقط، وتهُبُّ الريح فتدفعها موَشْوِشة وتتطاير بها أدراج الرياح.

وفي أسبوع واحد كانت كل الأوراق قد تساقطت تمامًا من فوق الأشجار، وأصبحت كل شجرة ليست سوى الساق الرفيعة الطويلة ذات الأفرع الصغيرة، واقفةً جرداء.

عجِبْتُ للسرعة التي تمَّت بها العملية، والدقة والشمولية، من أين أخذت الأشجار الأمر؟! وكيف نفَّذته كلٌّ منها في نفس الوقت واللحظة؟! ومَن قال لماء الحياة أن يجفَّ في الورقة إلى أن تسقط وحدها ميتة؟! لم يكن الجوُّ تغيَّر كثيرًا، فكيف ومِن أين نبَعَتْ هذه الدقة الغريبة لخاصية التغيُّر؟!

أسئلة سرعان ما أجابت عليها الطبيعة ذاتها … كانت الأشجار إذن تستعد لمَقْدَمِ الخريف ثم الشتاء، وكانت تعرف أن المعركة التي عليها أن تخوضها معركة رهيبة ضد البرد والثلج الذي بدأ يتساقط. كانت تعرف أنها معركة حياة أو موت، كان عليها أن تتخلَّص من حِملها الضخم من الأوراق، الذي يُعرِّضها لأكبر جرعة من البرد. وهكذا لم تتعرَّ حسبما تصوَّرت، إنما انكمشت رُوحُ الحياة فيها إلى أقصى قدر، وبحيث تستحيل الجذوع والفروع إلى ما يشبه الأسلاك الخشبية الميتة وما هي بميتة، إنما هي آخِذةٌ وضع الاستعداد؛ فالحرب الرهيبة ضد الشتاء مُقبِلة، فإما دفاع عن كُنْهِ الحياة فيها إلى آخِر رَمَقٍ، وإما الفناء والموت.

وقفتُ وسط الغابة الصامتة صمتَ الجِدِّ، صمتَ المعركة الخفية الدائرة، والثلج يغمر الأرض بعدما كانت تغمرها الأوراق، وآلاف الجنود الشجرية سامقة، مهيبة، تدافع عن نفسها ضد جوٍّ أصبح تحت الصفر، قد تخلَّصت من كل معوقات المعركة، وكست نفسها بزي الحرب الكابي وأخذت تقاتل، وبعنفٍ مستميت بُطوليٍّ تُقاوِم، أبدًا لن ينتصر الشتاء، ورغم الثلج وبرودة الثلاثين تحت الصفر ستبقى، فما وُجِدَت إلا لتبقى، وليكن بقاؤها بمعركة، ولا معركة إلا بقتال، وأن تبقى مقاتلًا أو تقاتل لتبقى هو القانون.

وقفتُ وسط الغابة مسحورًا ببطولة الشجر، ببطولة الحياة البكماء الصماء العمياء وهي تدافع عن وجودها، وآلاف الأحاسيس تتنازعني؛ أوَّلُها وأضخمها إحساسي العارم أنَّ أحطَّ أنواع الحياة بكل صَمَمِها وبَكَمِها وعماها هكذا بالسليقة، وبحكم كونها حياة ما وُجِدَت إلا لتُقاوِم.

كان خليقًا بي أن أُحِسَّ بالوحشة والضياع، ولكني لم أفعل، بالعكس أحسستُ بدفء الإحساس بالحياة … أحسستُ بالغابة المُتجرِّدة جميلةً جمالًا لا حدَّ له، صفوفٌ من الشجر وراء صفوف تَسخر بالشتاء من الشتاء، ومُتأكِّدة أنها المنتصرة حتمًا، وأنه هو الذي لن يلبث أن يزول، وستحضر حتمًا مَقْدَم الربيع، وحينئذٍ تبدأ تُطلِق أوراقها الجديدة، وتُشِيع ألوانها الزاهية، وتُغنِّي الغابة وتتراقص مع النسمات.

بِمَ علَّل الكاتب تخلُّص الأشجار من أوراقها كما تفهم من الفقرة الرابعة؟

السؤال43 من50

السؤال44 من50

44.

أيُّ الجمل الآتية تشتمل على مصدر ميمي؟

السؤال44 من50

السؤال45 من50

45.

«الدول الأكبر في العالم تسعى إلى السلام». الجملة التي تُعَدُّ تصويبًا للخطأ الوارد في الجملة هي:

السؤال45 من50

السؤال46 من50

46.

من كتاب «شاهد عصره» ليوسف إدريس، بتصرُّف

وأنا أتلقَّى الدرس الكبير من الطبيعة كنت لا أكاد أُصدِّقه، أحيانًا يُخيَّل إليَّ أن بِساطًا سحريًّا نَقَلَني في الأحلام إلى قلب الغابة، وأحيانًا يُخيَّل لي - رغم واقعية كل شيء ومعقوليته تمامًا - أن الروعة أكبر من أن تكون حقيقة؛ فهو لم يكن جميلًا فحسبُ، كان مُروِّعًا مُوقِظًا مُستفِزًّا.

قالوا: غدًا أول الشهر، سيبدأ السقوط، وبدأ الخريف في نفس اليوم بالضبط، منذ أوائل ساعات الصباح الأولى بدأت أوراق الأشجار الكثيفة الخضراء تَشْحَبُ، وفي اليوم التالي بدأت تَصفَرُّ وتَصفَرُّ، ثم بدأت تتساقط، والأرض التي كانت جرداء عارية إلا من أعشابها التقليدية بدأت تستقبل الورق الساقط، وتهُبُّ الريح فتدفعها موَشْوِشة وتتطاير بها أدراج الرياح.

وفي أسبوع واحد كانت كل الأوراق قد تساقطت تمامًا من فوق الأشجار، وأصبحت كل شجرة ليست سوى الساق الرفيعة الطويلة ذات الأفرع الصغيرة، واقفةً جرداء.

عجِبْتُ للسرعة التي تمَّت بها العملية، والدقة والشمولية، من أين أخذت الأشجار الأمر؟! وكيف نفَّذته كلٌّ منها في نفس الوقت واللحظة؟! ومَن قال لماء الحياة أن يجفَّ في الورقة إلى أن تسقط وحدها ميتة؟! لم يكن الجوُّ تغيَّر كثيرًا، فكيف ومِن أين نبَعَتْ هذه الدقة الغريبة لخاصية التغيُّر؟!

أسئلة سرعان ما أجابت عليها الطبيعة ذاتها … كانت الأشجار إذن تستعد لمَقْدَمِ الخريف ثم الشتاء، وكانت تعرف أن المعركة التي عليها أن تخوضها معركة رهيبة ضد البرد والثلج الذي بدأ يتساقط. كانت تعرف أنها معركة حياة أو موت، كان عليها أن تتخلَّص من حِملها الضخم من الأوراق، الذي يُعرِّضها لأكبر جرعة من البرد. وهكذا لم تتعرَّ حسبما تصوَّرت، إنما انكمشت رُوحُ الحياة فيها إلى أقصى قدر، وبحيث تستحيل الجذوع والفروع إلى ما يشبه الأسلاك الخشبية الميتة وما هي بميتة، إنما هي آخِذةٌ وضع الاستعداد؛ فالحرب الرهيبة ضد الشتاء مُقبِلة، فإما دفاع عن كُنْهِ الحياة فيها إلى آخِر رَمَقٍ، وإما الفناء والموت.

وقفتُ وسط الغابة الصامتة صمتَ الجِدِّ، صمتَ المعركة الخفية الدائرة، والثلج يغمر الأرض بعدما كانت تغمرها الأوراق، وآلاف الجنود الشجرية سامقة، مهيبة، تدافع عن نفسها ضد جوٍّ أصبح تحت الصفر، قد تخلَّصت من كل معوقات المعركة، وكست نفسها بزي الحرب الكابي وأخذت تقاتل، وبعنفٍ مستميت بُطوليٍّ تُقاوِم، أبدًا لن ينتصر الشتاء، ورغم الثلج وبرودة الثلاثين تحت الصفر ستبقى، فما وُجِدَت إلا لتبقى، وليكن بقاؤها بمعركة، ولا معركة إلا بقتال، وأن تبقى مقاتلًا أو تقاتل لتبقى هو القانون.

وقفتُ وسط الغابة مسحورًا ببطولة الشجر، ببطولة الحياة البكماء الصماء العمياء وهي تدافع عن وجودها، وآلاف الأحاسيس تتنازعني؛ أوَّلُها وأضخمها إحساسي العارم أنَّ أحطَّ أنواع الحياة بكل صَمَمِها وبَكَمِها وعماها هكذا بالسليقة، وبحكم كونها حياة ما وُجِدَت إلا لتُقاوِم.

كان خليقًا بي أن أُحِسَّ بالوحشة والضياع، ولكني لم أفعل، بالعكس أحسستُ بدفء الإحساس بالحياة … أحسستُ بالغابة المُتجرِّدة جميلةً جمالًا لا حدَّ له، صفوفٌ من الشجر وراء صفوف تَسخر بالشتاء من الشتاء، ومُتأكِّدة أنها المنتصرة حتمًا، وأنه هو الذي لن يلبث أن يزول، وستحضر حتمًا مَقْدَم الربيع، وحينئذٍ تبدأ تُطلِق أوراقها الجديدة، وتُشِيع ألوانها الزاهية، وتُغنِّي الغابة وتتراقص مع النسمات.

أيٌّ من الآتي عنوان مناسب للنص السابق؟

السؤال46 من50

السؤال47 من50

47.

ما الجملة الصحيحة التي صِيغَ فيها اسم التفضيل من الفعل «اخْضَرَّ»؟

السؤال47 من50

السؤال48 من50

48.

 أنواع الاسم المؤنث :

السؤال48 من50

السؤال49 من50

49.

من كتاب «شاهد عصره» ليوسف إدريس، بتصرُّف

وأنا أتلقَّى الدرس الكبير من الطبيعة كنت لا أكاد أُصدِّقه، أحيانًا يُخيَّل إليَّ أن بِساطًا سحريًّا نَقَلَني في الأحلام إلى قلب الغابة، وأحيانًا يُخيَّل لي - رغم واقعية كل شيء ومعقوليته تمامًا - أن الروعة أكبر من أن تكون حقيقة؛ فهو لم يكن جميلًا فحسبُ، كان مُروِّعًا مُوقِظًا مُستفِزًّا.

قالوا: غدًا أول الشهر، سيبدأ السقوط، وبدأ الخريف في نفس اليوم بالضبط، منذ أوائل ساعات الصباح الأولى بدأت أوراق الأشجار الكثيفة الخضراء تَشْحَبُ، وفي اليوم التالي بدأت تَصفَرُّ وتَصفَرُّ، ثم بدأت تتساقط، والأرض التي كانت جرداء عارية إلا من أعشابها التقليدية بدأت تستقبل الورق الساقط، وتهُبُّ الريح فتدفعها موَشْوِشة وتتطاير بها أدراج الرياح.

وفي أسبوع واحد كانت كل الأوراق قد تساقطت تمامًا من فوق الأشجار، وأصبحت كل شجرة ليست سوى الساق الرفيعة الطويلة ذات الأفرع الصغيرة، واقفةً جرداء.

عجِبْتُ للسرعة التي تمَّت بها العملية، والدقة والشمولية، من أين أخذت الأشجار الأمر؟! وكيف نفَّذته كلٌّ منها في نفس الوقت واللحظة؟! ومَن قال لماء الحياة أن يجفَّ في الورقة إلى أن تسقط وحدها ميتة؟! لم يكن الجوُّ تغيَّر كثيرًا، فكيف ومِن أين نبَعَتْ هذه الدقة الغريبة لخاصية التغيُّر؟!

أسئلة سرعان ما أجابت عليها الطبيعة ذاتها … كانت الأشجار إذن تستعد لمَقْدَمِ الخريف ثم الشتاء، وكانت تعرف أن المعركة التي عليها أن تخوضها معركة رهيبة ضد البرد والثلج الذي بدأ يتساقط. كانت تعرف أنها معركة حياة أو موت، كان عليها أن تتخلَّص من حِملها الضخم من الأوراق، الذي يُعرِّضها لأكبر جرعة من البرد. وهكذا لم تتعرَّ حسبما تصوَّرت، إنما انكمشت رُوحُ الحياة فيها إلى أقصى قدر، وبحيث تستحيل الجذوع والفروع إلى ما يشبه الأسلاك الخشبية الميتة وما هي بميتة، إنما هي آخِذةٌ وضع الاستعداد؛ فالحرب الرهيبة ضد الشتاء مُقبِلة، فإما دفاع عن كُنْهِ الحياة فيها إلى آخِر رَمَقٍ، وإما الفناء والموت.

وقفتُ وسط الغابة الصامتة صمتَ الجِدِّ، صمتَ المعركة الخفية الدائرة، والثلج يغمر الأرض بعدما كانت تغمرها الأوراق، وآلاف الجنود الشجرية سامقة، مهيبة، تدافع عن نفسها ضد جوٍّ أصبح تحت الصفر، قد تخلَّصت من كل معوقات المعركة، وكست نفسها بزي الحرب الكابي وأخذت تقاتل، وبعنفٍ مستميت بُطوليٍّ تُقاوِم، أبدًا لن ينتصر الشتاء، ورغم الثلج وبرودة الثلاثين تحت الصفر ستبقى، فما وُجِدَت إلا لتبقى، وليكن بقاؤها بمعركة، ولا معركة إلا بقتال، وأن تبقى مقاتلًا أو تقاتل لتبقى هو القانون.

وقفتُ وسط الغابة مسحورًا ببطولة الشجر، ببطولة الحياة البكماء الصماء العمياء وهي تدافع عن وجودها، وآلاف الأحاسيس تتنازعني؛ أوَّلُها وأضخمها إحساسي العارم أنَّ أحطَّ أنواع الحياة بكل صَمَمِها وبَكَمِها وعماها هكذا بالسليقة، وبحكم كونها حياة ما وُجِدَت إلا لتُقاوِم.

كان خليقًا بي أن أُحِسَّ بالوحشة والضياع، ولكني لم أفعل، بالعكس أحسستُ بدفء الإحساس بالحياة … أحسستُ بالغابة المُتجرِّدة جميلةً جمالًا لا حدَّ له، صفوفٌ من الشجر وراء صفوف تَسخر بالشتاء من الشتاء، ومُتأكِّدة أنها المنتصرة حتمًا، وأنه هو الذي لن يلبث أن يزول، وستحضر حتمًا مَقْدَم الربيع، وحينئذٍ تبدأ تُطلِق أوراقها الجديدة، وتُشِيع ألوانها الزاهية، وتُغنِّي الغابة وتتراقص مع النسمات.

بيِّن نوع الخيال وقيمته الفنية في قول الكاتب: «وتُغنِّي الغابة وتتراقص مع النسمات» في الفقرة الأخيرة

السؤال49 من50

السؤال50 من50

50.

 عيِّن الجملة التي وردت فيها كلمة بها همزة مُتوسِّطة مفتوحة ما قبلها مكسور

السؤال50 من50