2.
يقول ثروت أباظة في مقال «قصص قصيرة في شِعر عُمرَ بن أبي رَبِيعةَ»:
«إنَّ الناظِرَ إلى شِعر عُمرَ يَجِدُ عنده مجموعةً مِنَ القصص القصيرة المُمتِعة، ومعروفٌ أنَّه يَجمُل بالقصة القصيرة أنْ تكونَ قليلةَ الأشخاصِ، مُتَّحِدةً في الزمن؛ أي لا يتباعَدُ الزمنُ بين أطرافِها، ويَجمُل بها أنْ تُركِّزَ تركيزًا يُوشِك أنْ يكونَ كاملًا على الوَمْضة التي لَمَعَتْ في ذِهن الكاتب. لننظُرْ هل فيما وقعتُ عليه مِنَ القصص القصيرة عند عُمرَ بن أبي رَبِيعةَ مِثلُ هذا؟ يُقالُ: إنَّ عُمرَ حين عَلتْ به السِّنُّ أقسَمَ لا يقولُ بَيتًا مِنَ الشِّعر إلَّا أطلَقَ جاريةً من جواريه، وفي يَومٍ وجَدَ حبيبَيْنِ فسألَهُما: لماذا لا تتزوَّجانِ؟ فقال الشابُّ: إنَّ أبا الفتاة يطلُبُ مَهرًا كبيرًا، فقال عُمرُ: بنا إليه، ودفَعَ مَهرَ الفتاة، وتزوَّج الحبيبان، وأَحَسَّ عُمرُ بالشِّعر يَثور به، فتوزَّعَتْ نفسُه بين أنْ يقولَ فيحنَثَ بالقَسَم، وبين أنْ يكتُمَ هذا المِرجَلَ الذي يَغلي في صدره، ورأتْ جاريتُهُ المُقرَّبة ما هو فيه من حَيْرة، فسألتْه عمَّا به، فلَمْ يُطِقْ صبرًا وانفجَرَ بالشِّعر، فكان ممَّا قال:
من خلال دراستك للقصة القصيرة وسماتها، حدِّد ممَّا يأتي ما يُعَدُّ في رأيك وصفًا صحيحًا لما نقله ثروت أباظة عن «عُمرَ بن أبي رَبِيعةَ» ورأيه فيه.