5.
إذا ما تحدَّثْنا عن عالَم النبات، يتبادر إلى أذهاننا صُوَرُ الأزهار المُتفتِّحة، والثمار اليانعة، وفضلًا عن ذلك يحفِلُ هذا العالَمُ بكثير من الأمور المُثِيرة.
ففي غابات البرازيل، ينمو نَوعٌ من فُطْر عش الغراب، يُضِيء السطح السُّفلي لقُبَّعَتِهِ؛ ولذلك يستخدمه أهالي هذه المناطقِ منذ زمنٍ بعيد في الإضاءة، وبفعل هذا الضَّوءِ ينجذب الذباب للفُطْر الذي يستغِلُّ الذبابَ في عملية التلقيح، وهناك أنواعٌ أخرى من هذا الفُطْرِ تُصدِرُ أضواءً زرقاءَ وبيضاءَ وصفراءَ.
وهناك نباتات تَقْطُر ماء من سيقانها، وبعضها يصلُحُ للشرب، والطريف أنَّ منها نباتات لها القدرةُ على تقطير المياه وجَعْلِها نقيةً، حتى إذا سُقِيَتْ ماءً مُلوَّثًا فإنَّها تُحوِّلُه إلى ماء صالح للشرب، ومن أمثلة هذه النباتاتِ شجرةُ الباوباب، وهذه الشجرةُ تستطيع تخزين ١٢٠ لترًا مِنَ المياه بداخلها؛ لذا تُعرَف أيضًا باسم شجرة القارورة.
وبقَدْر ما توجد نباتات سريعة في نموها، توجد نباتات بطيئة في نموها إلى حَدِّ اتهامِها بالكسل، ومن ذلك نباتُ القرن الأمريكي الذي لا يُنبِتُ كلَّ عامٍ سوى ورقتين أو ثلاثٍ، أمَّا أزهاره فقَدْ تحتاج إلى ١٠٠ عام. أمَّا نبات «التنوبستيكو» الذي يعيش في المناطق القطبية فإنَّه يحتاج إلى نَحْوِ ٩٨ عامًا ليرتفِعَ نَحْوَ ٨٢ سنتيمترًا.
وعلى الرغم من أنَّ النباتَ ليس له جهاز عصبي، يُقرِّر علماء النبات أنَّ النبات في قدرته أنْ يشعُرَ بكثيرٍ مِنَ الأشياء والأحداث؛ فالشجرة إذا جُرِحَتْ جرحًا كبيرًا تتبادر الخلايا بالنمو السريع لمعالجة هذا الجرحِ، وتشعر النباتات بالضَّوء، وتتأثَّر به؛ فنرى الأزهارَ تتفتَّحُ في ضَوء النهار، وتنكمش في ظلمة اللَّيل، وهناك عَلاقةُ تآلُف وتقارُب بين فول الصويا والخروع؛ فرائحة الخروع تطرد الخنفساءَ التي تؤذي فول الصويا، وثَبَتَ أيضًا أنَّ هناك عَلاقةَ تنافُر وكراهيةٍ بين الكرنب والعنب، فلا يُزرَعانِ في حقل واحد؛ لأنَّ وجودَ أحدهما سببٌ في فَناء الآخَرِ وموته.
وليس مِنَ الغريب أنْ تمتصَّ النباتات النيتروجينَ من التربة، ولكِنَّ الغريبَ أنْ نرى نباتاتٍ مُفترِسةً تحصل على النيتروجين بافتراس الحشرات، ومن هذه النباتاتِ نباتُ خناق الذباب. هذا النباتُ له جزآن مفتوحان، وله ألوانٌ باهرة، وزوائِدُ لزجة، لا تكاد الذبابة تَلْمِس إحدى أوراقه حتى يُطبِقَ عليها الجزأين المفتوحين، ثم يتغذَّى عليها عن طريق امتصاصها بعد أنْ يُذِيبَ جسمَ الذبابة ويُحوِّلَه إلى سائل يَسْهُل هضمُهُ، وبعد أنْ يمتصَّ السائلَ يفتح أوراقَهُ من جديد، فتتساقط الأجزاء المتبقية مِنَ الذبابة، وهناك أنواع كثيرة من النباتات المُفترِسة غير نبات خناق الذباب، ومنها: نبات الجرة أو القدر الذي يستطيع صيد الفئران أيضًا، ونبات ندى الشمس، ونبات قوس قزح، ونبات حامول الماء، ونبات زنبقة الكوبرا
أيٌّ من الآتي عنوان مناسب للنَّصِّ السابق؟