5.
والحيوانات أيضًا لها إحساس
عندما تُحِسُّ الخلية العصبية بالألم فإنها تُحوِّله إلى نبضة عصبية، وهذه النبضة العصبية تتحوَّل إلى إشارة كهربية عندما تصل إلى المخ فيُترجِمها إلى معنًى يُعرَف به نوعُ الألم ومصدره، وبناءً على ذلك يؤخذ قرار بكيفية التعامل مع هذا الألم.
هناك بعض الكائنات الحية تكتسب حرارة الجو الذي تعيش فيه؛ لذا تُحاوِل هذه الحيوانات الهروب من درجات الحرارة العالية أو المنخفضة؛ لأن جسمها لن يستطيعَ الاحتفاظ بدرجة حرارة ثابتة، وتُعرَف هذه الحيوانات بذوات الدم البارد، مثل الثعابين والضفادع والأسماك.
وتُوجد شوارب إحساس لدى بعض الحيوانات، وتتكوَّن من شَعر يختلف في كثافته وفي طوله وفي عدده حسَبَ نوع الحيوان الذي تُوجَد فيه، وجذور هذا الشعر تكون غنيَّة في الغالب بالمُستقبِلات الحسية ذات الخلايا العصبية، ومن تلك الحيوانات القط والفأر والأسد والنمر والفهد. فعندما تحدُث إثارة لشعرات الشارب عند ملامسته لأيِّ جسم، تنتقل هذه الإثارةُ إلى جذر الشعرة؛ حيث يُؤثِّر ذلك على المستقبِلات الحسية الموجودة بجذر الشعرة، التي تتحوَّل إلى إشارة كهربية تنتقل إلى المخ؛ لتُترجَم إلى معانٍ، فالقط يُمكنه أن يُحِسَّ بشواربه بالفريسة في الظلام الحالك، بل ويتَّبعُها حتى يحصل عليها.
أمَّا الثعبان فتُوجَد المستقبلات الحسية على لسانه؛ حيث يتربَّص الثعبانُ بفرائسه، ويتحسَّس مكان وجود الفريسة، ثم يبدأ في الهجوم والقنص عليها بفكَّيْه. وللعقارب أرجلٌ عجيبةٌ في قدرتها على الإحساس، فهذه الأرجل عليها مستقبلات حسَّاسة، وهذه المستقبلات منتشرة على سطح رِجل العقرب؛ حيث تُحِسُّ العقرب بالذبذبات التي تُحدِثها أيُّ حشرة أو فريسة أثناء حركتها على الأرض … ويقوم مخُّ العقرب بتفسير هذه الذبذبات واتِّخاذ القرار بالهجوم على الفريسة والْتهامِها.
وتقوم العنكبوت ببناء بيتها من الخيوط الدقيقة المتشابكة، وتمتلئ تلك الخيوط بالعُقد التي تصل بين الخيوط، ويُمثِّل بيت العنكبوت في هذه الحالة مصيدةً لاصطياد الحشرات، وتتلقَّى العنكبوت كافَّة المعلومات عن الضحيَّة بواسطة حاسة اللمس؛ حيث تُحِسُّ العنكبوت بالذبذبات الناشئة عن حركة الحشرة، ومن خلال ذلك تُحدِّد حجمَ الحشرة وبُعدها عنها … فإذا ما شعَرتْ بقرب الحشرة منها هاجَمتْها وأطبَقتْ عليها خيوطَها الحريرية.
هل وُفِّق الكاتب في توظيف الفقرة الثانية ضمن موضوعه؟ ولماذا؟