3.
ربَّما نكون قد أسرَفْنا حين رسَمْنا الخُطَّة لتعليم المرأة في المُمَاثَلَة بينها وبين نَوعِ التربية الَّذي نأخذ الرجالَ به. فمِن أيسَرِ الأمور أنْ نأخُذَ الرجالَ بالتدريب والتربية في تقدُّمٍ متَّصلٍ من سِنِّ الخامسة إلى سِنِّ الخامسة والعشرينَ وما بَعْدَها. وليس يَتْبَعُ هذا أنَّ في مقدورنا أنْ نتناولَ المرأة بالتربية على هذا النَّحْوِ المتَّصل؛ .........يقع الحدُّ الأقصى لقابِلِيَّتِهن للتعلُّمِ في مراحِلَ من حياتِهِنَّ تُخالِف فيها الرجُلَ.......... هذا الرأيُ مستمدًّا بطبيعة الحال من مقارنة الرجُلِ بالمرأة من حيث الخصائص، ومن حيث دورة الحياة في كلٍّ منهما، فقَدْ يَجْمُلُ بنا أنْ نُناقِشَ مضمون الفكرةِ الآتية، وهي أنَّه قد يَحْسُنُ بالمرأة أنْ تعودَ فتستأنفَ دراسةً واضحةَ الحدودِ، وأعمالًا جديدةً، وتَبِعاتٍ جديدةً، حينما تتراوح سِنُّها بين الخامسة والثلاثينَ والخمسينَ؛ فتُربَّى الفتاةُ طبعًا، منذ بدايةِ أمْرِها، على أنْ تُلقِيَ ببصرها بعيدًا؛ فتُجاوِزَ به المرحلة العاطفية من حياتها، وأنْ تَعُدَّها مرحلةً جزئيةً تجتازها إلى ما بَعْدَها، وألَّا تَعُدَّ أخرياتِ سِنِيها فترةً موقوفةً للشيخوخة التي تَبْتُرُها عَنِ العالَمِ المحيط بها، بل تنظر إليها مرحلةً من عُمرها تبدأ فيها مجموعةً جديدةً من ألوان النشاط؛ ....... أنْ يكونَ في فِقدان المرأة لشبابها كلُّ ما فيه اليوم من أسباب الأسى، بل يجب ألَّا يكونَ في أسوأ حالاته أبلَغَ في مأساته من ضَيْعة الشبابِ عِندَ الرجُلِ، ...........ذبولُ الشبابِ أقلَّ تدرُّجًا في المرأة منه في الرجل؛ فهما يختلفان في هذا كما يختلفان في انتقالهما إلى طَوْر المراهقة الحقيقة.
أيٌّ من الآتي أدوات الربط المُناسِبة للفراغات في النَّصِّ السابق على الترتيب؟