1.
١- مع أنَّ الفترةَ الزمنيةَ لاتِّخاذ إجراءاتٍ قد قَصُرَتْ، فإنَّها لم تَنْتَهِ بَعْدُ، وربَّما يكون لدَيْنا حوالي ١٠ إلى ٢٠ سنة لوضع سياسات يُمكِن أنْ تُبطِئَ مُعدَّل التدهور، وتُحقِّقَ استقرارًا معقولًا في ارتفاع درجات الحرارة في العالَم يُقارِب درجتين مئويتين، وتبدَأَ في وضع الأسس لإنشاء اقتصاد طاقة مُنخفِض الكربون. يجب أنْ تؤدِّيَ الخُطُوات الفاعلة إلى نتائِجَ ملحوظةٍ بسرعة، ويجب أنْ تُوَزَّعَ التكاليف بإنصاف، ويجب ألَّا تَبْدُوَ باهظةَ التكاليفِ في فترة عُجوزات ضخمة في الميزانية. علاوةً على ذلك، بينما يوجد دائمًا أمَلٌ في إنقاذنا من أخطاء طرائقنا من خلال المعرفة الجديدة أو الابتكارات التكنولوجية الثورية الجديدة، فمِنَ المُخاطَرة الكبيرة للغاية أنْ ننتظِرَ هذا الإنقاذَ في الوقت الذي نُوَاصِلُ فيه العملَ كالمعتاد؛ فمِثل هذا الإنقاذِ قد لا يأتي أبدًا. سيكون مِنَ الاستهتار أنْ نستسلِمَ لنُبوءات الوعيد والهلاك، أو أنْ نتخلَّى عَنِ القيام بكلِّ ما نستطيع بأسرعِ ما يُمكِن. بِناءً على ما تقدَّمَ، فمِنَ الضروري انتقاءُ خيارات على جبهتين: بشأن مسارات التفاوض التي يُمكِن أنْ تُسفِرَ عن تحرُّكات في الاتجاه الصحيح، وكذلك حَوْلَ الأولويات من بين العديدِ مِنَ الحُلول الاقتصادية التكنولوجية العلمية التي اقتُرِحَتْ.
٢- مع أنَّنا لم نَرَ بَعْدُ الكوارثَ المُتوقَّع حدوثُها نتيجة الآثار غير المُباشِرة للاحترار العالمي في مسائِلَ مثل الصراع على الموارد ونقص الغذاء والماء والهجرات الجماعية، فإنَّ مؤشِّراتِ التراجع ساءت، والتهديدات لبيئتنا اقتربت، وتحدُثُ التغييرات بمُعدَّلٍ يتجاوز قدرة الحكومات والمؤسَّسات الدولية على الاستجابة على نَحْوٍ فاعل، ولم يَعُدْ مِنَ المُمكِن تجاهُلُ التوقُّعات المُفزِعة دون أنْ نتعرَّضَ لخطر. في الواقع، التنبُّؤات الحالِيَّة بتكاليف الفشل وعواقبه في الاستجابة بسرعةٍ كافية لأخطار تغيُّر المُناخ أصبحتْ أكثرَ قَبولًا بكثير مِنَ التوقُّعات السابقة بحدوث كوارث، مثلما تبيَّنَ خلال مناقشات حدود النمو في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين.
٣- لا يوجد جديد في المُناقَشات بشأن قيود السياسة الداخلية أو ضَعف نظام التفاوض الدولي، أو حول مطالب الدُّوَل النامية بمزيدٍ مِنَ المُساعَدات الخارجية، أو عن عدم قدرة حكومات أكثر البُلدان تقدُّمًا على الإقدام على المخاطرات القصيرة المدى لدَرْءِ الأخطار الطويلة المدى، أو عدم رغبتها في ذلك. مع ذلك، توجد اليوم عقبةٌ إضافيةٌ تتمثَّل في رفض البُلدان النامية قَبولَ أيِّ قيود على السعي لتحقيق النمو عَبْرَ تبنِّي إستراتيجية تصنيع سريع تؤدِّي إلى انبعاثات كربون كثيفة.
٤- وكمثال ربَّما نُلقِي نظرةً على دراسة حديثة أجراها باتيستي ونايلور، اللَّذانِ وجَدَا أنَّه ثَمَّةَ احتمالٌ بنسبةٍ أكبرَ من ٩٠٪ بأنْ ترتفعَ درجات الحرارة في مواسم النُّمُوِّ في المناطق المدارية وشبه المدارية في القرن الحادي والعشرين؛ بحيث تتجاوز حتى درجات الحرارة الموسمية الأكثر تطرُّفًا المُسجَّلة خلال القرن الماضي، وتُظهِر نماذجُهما التي تَعرِضُ نُمُوَّ الحبوب الرئيسية في هذه المناطقِ خسائرَ في المحصول في حدود ٢٫٥–١٦٪ لكلِّ زيادة في درجات الحرارة الموسمية، ويُمكِن مُقارَنةُ هذه التقديراتِ ببيانات المحاصيل الأوروبية لعام ٢٠٠٣ عندما كانت درجات الحرارة في الصيف أعلى ﺑ ٣٫٦ درجات مئوية فوق التقديرات المُناخية الطويلة المدى؛ فقَدْ كان محصول الذرة في إيطاليا أقلَّ بنسبة ٣٦٪ من العام السابق، وانخفض الإنتاج في فرنسا بنسبة ٣٠٪، وقلَّتْ محاصيل الفاكهة بنسبة ٢٥٪.
حدِّد الترتيب الدقيق للفِقْرات السابقة إذا ما قرَّر الكاتب عرض الموضوع طبقًا لنموذج «المشكلة - الدليل - الحل».